لم نفقد احترامنا للأمم المتحدة.



وإنسانية.. فجأة، ولم ندرك أن الموت هو الحل الأسهل والأنجع لنا.. فجأة، ولم نتوقع أن تشترك الأمم المتحدة والعالم الأوروبي "المتحضر" في قتلنا.. فجأة.



جاهلت مؤسسات العالم المتحضر وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية مفاجأة "الفورن بوليسي" التي فجرتها قبل أشهر قليلة عن فضائح الأمم المتحدة، ولم يتم التعامل مع أي من معلومات التقرير الذي أكد أن الأمم المتحدة تآمرت جهاراً نهاراً مع النظام السوري عندما غيرت -الأمم المتحدة- بعد التشاور مع حكومة نظام الأسد عشرات المقاطع وحذفت المعلومات الهامة، وذلك بهدف رسم صورة أكثر إيجابية عن نظام الأسد في تقريرها الذي صدر في 29 كانون الأول الماضي.



3 أيام هدنة عمل عليها العالم كله، لتأتي المحصلة خلال تلك الأيام الثلاثة 79 خرقاً موثقاً، نصيب اليوم الثالث من الهدنة كان 44 خرقاً، نفذ 20 خرق منه نظام الأسد، و6 نفذته القوات الروسة، وخرقاً واحداً نفذته قوات الادارة الذاتية الكردية، أما خروقات اليوم الثاني فكانت 35 خرقاً بينهم عدة خروقات تحتسب لليوم الأول، لتأتي حصيلة الخروقات التي نفذتها قوات بشار الأسد 27، و8 خروقات على يد القوات الروسية وخرق على يد قوات الادارة الذاتية الكردية، والتوثيق للشبكة السورية لحقوق الانسان.



خروقات تتوثق، تتسرب أصوات تنادي بالسكوت والتغاضي للمحافظة على إنجاز العالم المتحضر، إنجاز "الهدنة" الذي تم اختراقه 79 مرة فقط، ليعلن ديمستورا أن المفاوضات ستبدأ بـ9 مارس، وفي المقابل تصرح هيئة التفاوض –في نفس اليوم- بأنها سمعت عن موعد التفاوض من وسائل الإعلام، وفي محاولة لحفظ ماء وجهها قالت الهيئة على لسان رياض نعسان آغا أنها لن تفاوض إلا بناء على تطبيق شروط الهدنة على الأرض، وربما كان الأجدر أن تعلن انسحابها تماما من أي مفاوضات ستبدأ بناء على هدنة ركيكة تم اختراقها منذ الساعات الأولى لتطبيقها.