الإنترنت، حاضن الرغبات السرية


وصف الجاحظ "ألف ليلة وليلة"، الكتاب الذي عاصر انتشاره، بأنه كتاب للصبية وللبنات يخلو من القيمة الأدبية، ويعود ذلك بشكلٍ أساسي إلى ما احتواه الكتاب من قصص خيالية ووصف لمشاهد اللقاءات الجنسية والقصص الغرامية. احتاج الأمر إلى قرون لإعادة اكتشاف "الليالي" مرة أخرى، إلى جانب عشرات الكتب الأخرى التي تخصصت في آداب الجنس وقصص العشق والرغبات.
اليوم، تعيد دور النشر العربية طباعة الكتابات الإيروتيكية التراثية، كأعمال السيوطي والنفزاوي و"رجوع الشيخ لصباه"، لكن بينما توقفت المكتبات العربية عن إنتاج المزيد من هذه النوعية من الكتابات ذات الطابع الأيروسي، فقد تحول الإنترنت إلى مستودع لكل تلك الرغبات والأحلام والقصص المتخيلة والواقعية التي يتراوح مستواها الأدبي ما بين المستنسخات والكتابات ذات الأسلوب البدائي، الضعيف لغوياً أحياناً، ولكن المغاير لما هو سائد في المشهد الأدبي العربي.